كانت خطواتي تائهة ذات مساء ,, حائرة بين أروقة مساحات الذاكرة المزاجية إلى حد الجنون
لم يعد لدي ما أفعله سوى الاستمرار في متاهاتي , أفتش في مدينتي ذات الروائح النتنة الرابضة على البحر عن حضن دافئ يجعلني أنتشي , بعيدا عن المدينة التي تناكحت فيها روائح العفن من كل الزوايا
آآآآآآآآه . أخيرا أيها البحر , أيقنت أن الرومانسية التي تهديها للعشاق ليست أكذوبة أبريل بل أنها سر من أسرار الكون , ولكنني وحدي .!, يا لتعاسة الحظ لن أحس بهذا الشعور فليس معي سوى أوراقي وقلمي
" أبو نصف ريال ", سرقت نظري إلى اليمين تارة وإلى اليسار تارة , تفاجأت أن كل من حولي عشاق حالمون هائمون في عوالمهم الوردية روائح العطور الباريسية تعج بالمكان , فجأة مرت من أمامي حجة بين يديها ألعاب بارود تتصيد الأطفال الأشقياء وتبيعهم البارود , أوقفتها ـ حجة هل أنتي وحيدة مثلي ؟
رمقتني بنظرة نارية كادت أن تشعل كل ما بيدها من بارود ثم ابتسمت وقالت هل تشتري " طراطيع ؟
ألقاكم ......